القردعي يالله يامن لك القدرة وبك نركن

القردعي يالله يامن لك القدرة وبك نركن

القردعي .. الشاعر المتمرد

التحرر من الإسبتداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات الشهيد القردعي شاعر.. وثائر

ولد البطل الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي في نواحي مأرب في قريه الرحبه  وتفتحت عيناه على أطلال سد مأرب العظيم ، والآثار التي تدل على الحضارة العريقة التي أسسها الشعب اليمني وشيدها، وكما عرفت أنه عندما كان شاباًً يافعاً طار اسمه وشعره، وشاع بين القبائل اليمنية (العشائر) وخاصة بعد حادثة النمر الذي قتله وحمله على كتفيه إلى الحي، وذلك قبل أن يشتد عوده فصار - كما يقول المثل - أشهر من نار على علم.

بعد أن عرف الإمام يحيى - في بدء حكمه لليمن - الشيخ علي ناصر القردعي بشجاعته وتأثيره على قبائل مراد كلها، عيّنه عاملاً على شبوة.. وبعد ذلك بفترة كان القردعي قد أثر تأثيراً بالغاً في هذه القبائل، لاختلاطه بها وبقبائل البيضاء، من خلال ماعرف عنه من كرم وشهامة ومواقف وطنية.. فأمر الإمام يحيى بعزله وتسليم شبوة إلى بريطانيا.

وعندما عاد القردعي إلى صنعاء وكان بارعاً - وهذا مايثير العجب - بمجريات السياسة الخارجية آنذاك، علم أن هناك مفاوضات سرية تجري بين الإمام يحيى وبين بريطانيا أيضاً على ما كانت تسمى بالمحميات، وهناك قال قصيدة لم أحصل إلا على جزء منها.. وفيها يقول:

القردعي قال

الله يامن بك القُدره وبك نركن

ياكافي الكل وحدك ما معك ثاني


مديت يدي الى لا ذي خلق كوّن

وان قد غضب ما حسـب قاصـي ولا دانـي


قد زَوْل أهل المماليك كل قرن أحجن

واين إبن عثمان دولة جيـش دحانـي


أهل السياسه علـى لبـواك تتراطـن

يـاور وباشـه وواليهـم والاعوانـي


والساع يا صبر كيف أصبر وقلبي حَن

بتخبر الغُبن هو شـي مثـل لغبانـي


صاب الله الوقت ذي جاني وقال إذهن

قُم شُل حِمل الغلط من فـوق الأذانـي


قد هُم على شور من صنعاء الى لندن

وتعاضـدوا كلهـم سيـد ونصرانـي


ما عاد بشكي على حد ما لقينا من

قد ضاع جُملي في اصحابـي وصدقانـي


وتقاسموا الارض كُلن منهم وثًـن

فـي اليمـن كـدروا عاقـل وسلطانـي


ظماء يله يا ظماء مصتاب دمه شن

ما يروي العاطـش الأ شُـرب الاجفانـي


وإن عاد شي با تقع فُرصه فنا باسهن

وان طال ذا الوقت يا همي ويا احزانـي


والمُلك لله يا ابن آدم قـع إتفهـن

خُـذ مـا تيسـر وباقـي كلهـا فانـي


يا ما ويا ما قبايل مثلنا واحسن

كما إن مـداح نفسـه مـا هـو إنسانـي


وبعد يا مُرسلي قُم شُد لك مُرسل من

حـد بـن هرهـره والجـد همدانـي


سـلطـان يـافـــــــع عظيم الراس متمكن

يا ضلع ذي مـن صفاتـك يسـر البانـي


لا بيت ساس الحُروبه ذي لها اتزون

بيت اهل موسى عوض يحسن حميقاني


تشهد له القبيله كُلن وهوه قد زن

ويشهد القصـر ليلـة كـان مـا كانـي


طريقك ارض الحماقن يا غرير اشحن

تاوي مكيراس في مركـز بريطانـي


وتركب الطار حيث ازكن به القبطـن

بعيـد يـا ذي تخايـل لـه بالاعيانـي


وانزل ثِره وانت بين الدوله اهل الفن

هم في الكُبيده مـع هِيـك وعنسانـي


مني تحيه عليهم كل ما حَن حَن

من جاهم الصيف وارخـى طـش الامزانـي


قُل يا محمد علينا ذا الزمان التن

كيف الخبـر لا هتفنـا بـك فـي العانـي


احنا نبا الوجه والذمه لنا تمكن

هو شي خبر شي بصر يا ذيـب سرحانـي


وانا على قدر جهدي با اقـع أتوطـن

ومـن لقينـي محـل الصـدق يلقانـي


لا جاكم احمد وكلمتـوه بـا يفطـن

مـا تغتبـه المعانـي سيـد الاخوانـي


يومي جعل يسبق ايامه علي يحزن

من فرق الاخوه برى لحمـي وعضمانـي


شقيق ظهري وتربيتي ولي به ظن

فيه الخصـال الحميـده جمـع الالوانـي


لكن لك الحمد يا شايف على كلـن

صبـور قـادر علـى موُمـن وشيطانـي


تميت قولي بنظم أيـدي وراسـي طـن

امـا لسانـي يهيجنـي بالالحانـي


صلاتي ألآف ما تربى الشجر واغصن

على النبي ذي قتـل عُبـاد لوثانـي


القردعي وابن نمران

وظل القردعي فترة زمنية بعد تركه شبوة، وأترك ذلك للتاريخ، ولا أدري كم طالت هذه الفترة، وعندما وصل إلى صنعاء كان الإمام يحيى له بالمرصاد كعادته فزج به في سجن القلعة وكان في السجن حينها «عبدالقوي الحميقاني» الذي تمرد هو أيضاً على الإمام يحيى، وظل القردعي في السجن لعدة سنوات - ولا أدري كم عددها - وكان يراجع الإمام يحيى أكثر من مرة وهو في السجن، إلا أن إجابات الإمام دائماً كانت: «لن تخرج إلا إلى خزيمة» - وخزيمة هي المقبرة الكبرى في صنعاء.


إغلاق التعليقات