القردعي قال هزة نود الأفواج

القردعي قال هزة نود الأفواج

فك الشِيفرات المكنونه داخل ابيات الشعر و معجزة الهروب 

أول فرار من سجن القلعة

وصلت هذه القصيدة إلى ابن نمران، فأرسل له ابن نمران صفيحة «تنكة» بها سمن وفي السمن وضع له مبرداً وخنجراً وهنا عرف القردعي استجابة ابن نمران له فاتفق القردعي مع الحميقاني «زميله في السجن» على الفرار وبالفعل قام بواسطة المبرد بقص قيده وقيد الحميقاني، وبالاتفاق مع بعض اصدقائهما دبرا حصانين وراء سجن القلعة وتم لهما الفرار وكان أول - وربما آخر - فرار يحدث من هذا الحصن الحصين الذي جعله الإمام سجناً لمعارضيه.

وأنشد القردعي قبل الفرار قائلاً:

ياذي الشماريخ ذي بديتي

ماعلى الشارد ملامة

قولي ليحيى بن محمد

بانلتقي يوم القيامة

وفي هذين البيتين يخاطب (الشماريخ) الجبال قائلا: لاملامة على الفرار من السجن، وأن تبلغ الإمام بأن اللقاء يوم القيامة.


وبعد ذالك تم الاتجاه الى (مرخه) عند آل العريف وعندها تم استقبال القردعي والحميقاني استقبالا لائقا 

واحتفى آل العريف بالقردعي وقيلت يومها الزوامل والبدوع الآتيه:


قال العريفي ذي جيوشه مغدره

ذي طارح الملباج في شق السريف

انها قديّه شلها يا قردعي

ون جات عوجا خلها لآل العريف


وقال السيد العلوي

حياالله الليله بشوف القردعي 

الشيخ ذي وزع على الدنيا عياه

القــردعي عنــدي ولانــا مدّيه

الموت عند القردعي ولا الحياه 


في بيحان

وصل القردعي إلى بيحان بعد فراره من سجن القلعة، ومن هناك أرسل قصيدة إلى صديقه القاضي «محمد عبدالله الشامي» وكان عالماً فاضلاً وعاملاً من قبل الإمام على البيضاء يعبر فيها عن هروبه الذي يشبه المعجزة وكيف استطاع ذلك، ويوضح فيها حالة لصديقه.. يقول:

القردعي قال هزة نود الأفواج

وانا في الحيد متعلي على الأفجاج

قانص لذي يقطفين أغصان «الأوتاج»

وبندقي في يميني رسمها بو تاج

قد زينه صانعه له صوت رجّاج

وفي الجوازي تهزج لحنها هزاج

دعيت بالصوت جوبني أخو ناجي

إنه رفيقي كماني كنت له محتاج

ونا أحمدك يا الذي سهّلت مخراجي

من قصر فيه الحرس والبوب والصناج

من سبعة أبواب مافيّاتها شاجي

وميمهات القيود السود والحراج

والليل له أشواق، وطي حيد حجاجي

والقازحة والعكارين أصبحين ديباج

والقلب من داخله وقاد هجاجي

لو هو على حيد شامخ مهجه مهاج

ياذي تسرج سراجي ها انا ناجي

فك الطلب قبلما يسبر لك الحواج

ماسعدنا إلا نهار الحرب ضجاج

وفي المهاجي يهلج لحمها هلاج

منا وفينا يقع عطاف الاحناج

مايشرب الصافي إلا شارب الاخماج

قد كان هجّي مدني فوق الاهجاج

والآن شارد وقدني طارح الملباج

عليك ياذي تيسر كل محتاج

فك العمر يامودي غائب الحجاج

يالله بثورة قريبة يابا لافراج

ماعزنا إلا نهار الصوت رجاجي

وفي الحجايا يظلين فوقنا الهياج

بالصبر وغيري صبر قلبي وهو راجي

يتحمل الميل والعوجا قفا ماهاج

من ذل دولة يسويّ في الثاج

وتعجب الخصم ذي اتعود على الكرباج

قم يارسولي تزلم شد هياجي

من ذو دنا ذي بعدو سبرها هداج

إن مر وادي كأنه سيل عواجي

وإن شد له طوق مثل الرائج الفجاج

محمد انته قطيري وانت منهاجي

راجع لنا ذي ضميده كسرت لهجاج

وقل له القردعي مني وهو راجي

منكم وفيكم تداويني قفا الفداج

والقصيدة أطول من هذه .. إلا أن الذاكرة لم تسعفني لتكملتها وفيها نقرأ إشارات إلى نوع البنادق في ذلك الوقت، كما كانت تسمى، مثل ابو تاج، وأبو شمس، ويصور القردعي دقة تصويبه ويصف أيضاً فراره، وكأنه يرسم لوحة زيتية ينقش فيها الجبال الشامخات، كنقم والقازحة والعكارين والتضاريس الصعبة التي طواها في ذهابه إلى بيحان، صورها وكأنها ديباج رغم وعورتها.

وفي القصيدة يطلب أيضاً من صديقه العالم «محمد الشامي» أن يراجع هذا الطاغية في معاملته لشعب اليمن.

ونلاحظ في هذه القصيدة توارد خواطر بينها وبين قصائد لشعراء كبار مثل بشار بن برد والعباس بن مدراس السلمي، وعبدالشارق بن عبدالعزي - الشاعر الجاهلي - ولا اعتقد أن القردعي قد قرأ أشعارهم ولهذا أقول إنها حالة توارد خواطر فقط.


إغلاق التعليقات