احمد السالمي تغلبت الحسان
تغلبت الحسان
تَغَلَّبتِ البِيضُ الحسانُ على أَمْرِي
وفي الحبِّ ذلُّ الحرِّ بالحُرّ لا يُزْرِي
فلولا الهوى ما الصبُّ صبَّ دُموعَه
ولا دَانَ ذو قَدْرٍ بشرع الهوى العُذري
لقد شفَّني وجدٌ ببدرٍ مُقنَّعٍ
بطلعته يُغنيكَ عن طلعة البدرِ
مليحٌ أَسيلُ الخدِّ حلوٌ رُضابُه
رشيقٌ طويل القدِّ مختصرُ الخَصر
تَختَّمَ فاهُ بالعقيق ودرُّهُ
يتيمٌ ومنه الخدُّ كُلِّلَ بالتِّبْر
نعمتُ به والبينُ في غفلاتِهِ
وطابتْ لنا الأيامُ والدَّهرُ لا يدري
ولم أنسَ يوماً في رياضٍ تدفَّقتْ
جداولُها والطَّلُّ في الزَّهر كالدرِّ
كأنَّ غصونَ الروضِ وهي موائسٌ
قُدودُ عذارى مِسْنَ في حُلَلٍ خُضْر
وأطيارُها من فوقها قد ترنَّمتْ
وأنهارُها من تحتها أبداً تجري
غنمنا بها اللَّذاتِ في ظلِّ زَهرِها
وقد غمزتنا للّقا أعينُ الزهر
وداعي الصَّبا قد قام يدعو منادياً
ألا إن أيام الصِّبا زهرةُ العمر
.