مقتطفات شعريه عنتر ابن شداد
وإذا اتّبع أراذل الشهوات، وهتكوا الأعراض، وتتبّعوا عورات
النساء فإن عنترة يقف على الجانب الآخر يغضّ طرفه عن جارته،
إنه ببساطة يؤثر العفاف والطهر على البذاءة والفحش تماماً كما يفعل الفرسان:
وأغضّ طرفي ما بدتْ لي جارتي… حتى يواري جارتي مأواها
إنّي امرؤ سمح الخلائق ماجد… لا أتبع النفس اللجوج هواها
......
وإذا جبن المرتزقة عن المواجهة، وتهافتوا عند اقتسام الغنائم، نرى
عنترة على النقيض فإنّه لم يقاتل يوماً لأجل المال وإنما ليحمي شرف
قبيلته، كما يقول في معلّقته:
هلّا سألتِ الخيل يا بنه مالك … إن كنتِ جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنّني… أغشى الوغى وأعفّ عند المغنمِ
......
لا لأخلاق العبيد
كثيراً ما فرّ عنترة من أخلاق الدنايا، فقد اعتاد العرب أن
يضربوا العبيد بالعصا، وأن يذيقوهم أنواع الذلّ والمهانة، أمّا عنترة فيقول في معلّقته:
أثني عليّ بما علمتِ فإنني… سمحٌ مخالقتي إذا لم أُظلَمِ
فإذا ظلمتُ فإنّ ظلمي باسل… مرٌّ مذاقته كطَعم العلقمِ